التيمم لغةً القصد، وشرعاً عبادة تقوم مقام الوضوء والغسل عند الضرورة، وتتمثل في مسح الوجه واليدين بتراب طاهر على صفة معينة ونية مخصوصة، وقد ذكره الله تعالى في سورة المائدة فقال: [وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليُتِمَّ نعمته عليكم لعلكم تشكرون].
مشروعية التيمم
يُجمِع أهل العلم على مشروعية التيمم في الإسلام وأنه يقوم مقام الوضوء والغسل، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى في سورة المائدة: [ فتيمموا صعيداً طيباً ]. كما يستدلون بما ورد في الحديث الصحيح أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سأل رجلا: (يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم فقال: يا رسول اللَّه أصابتني جنابة ولا ماء، قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك).
مبيحات التيمم
مبيحات التيمم ستة أولها عدم وجود ما يكفي من الماء للطهارة بسبب نُدْرتِه أو انعدامه، وثانيها عدم القدرة على استعمال الماء مع وجوده لسبب شرعي، وثالثها الخوف من حدوث المرض أو زيادته أو تأخر شفائه عند استعمال الماء، ورابعها الخوف من العطش إذا استُهلِك المتوفر من الماء في الطهارة، وخامسها الخوف من فوات وقت الصلاة، وسادسها الخوف من شدة برودة الماء على صحة الجسم مع عدم القدرة على تسخينه.
فرائض التيمم
فرائض التيمم ثمانية أولها النية، وثانيها الضربة الأولى على الصعيد، وثالثها تعميم المسح على الوجه، ورابعها المسح على اليدين إلى الكوعين، وخامسها استعمال الصعيد الطاهر وهو كل ما صعد عن الأرض كالتراب والرمل والحجر بشرط أن يكون طيبا غير نجس، وسادسها حضور الوقت ودخوله، وسابعها وَصْلُ التيمم بالصلاة دون تفريق بينهما، وثامنها الموالاة وهي تتابع أركان التيمم دون فتور أو تأخير.
كيفية التيمم و سُننه
سُنن التيمم ثلاثة أولها الترتيب وهي مسح الوجه أولاً ثم اليدين كما جاء في آية التيمم، فإذا حدث العكس يُنصَح بإعادة المسح وفق الترتيب الصحيح، وثانيها الضربة الثانية على الصعيد لمسح اليدين فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في التيمم: (ضربتان، ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين)، وثالثها مسح اليدين من الكوعين إلى المرفقين.
مندوبات التيمم
للتيمم مندوبات ستة أولها التسمية، وثانيها استعمال السواك، وثالثها الكف عن اللغو، ورابعها استقبال القبلة، وخامسها تقديم اليد اليمنى على اليسرى في المسح، وسادسها أن يكون التيمم في أول الوقت الاختياري إذا يئس المسلم من وجود الماء أو زوال المانع، وأن يكون في منتصف الوقت الاختياري إذا شك في وجود الماء أو زوال المانع، وفي آخر الوقت الاختياري إذا اعتقد بإمكانية وجود الماء أو زوال المانع.
مكروهات التيمم
للتيمم مكروهات ثلاثة أولها الزيادة في المسح على المرة الواحدة، وثانيها اللغو وكثرة الكلام في غير ذكر اللَّه سبحانه وتعالى، وثالثها إطالة المسح إلى ما فوق المرفقين.
0 تعليقات على " التيمم في الإسلام.. رخصة إلهية للظروف الاستثنائية ! "