في فتاوى أركان الإسلام (ص 469) يرى فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله أن وضع الطيب في رمضان جائز للصائم في أول النهار وفي آخره سواء كان هذا الطيب بخوراً أو دهناً أو ما شابه ذلك، لكنه يحذر - رحمه الله - من الاستنشاق، حيث يرى أنه لا يجوز للصائم أن يستنشق البخور لأن البخور له أجزاء محسوسة يمكن مشاهدتها، فإذا استنشقها الصائم تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته، ويستشهد على هذا القول بالحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه للقيط بن صبرة عندما سأله عن الاستنشاق: ( بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً).
و يرى فضيلة الشيخ محمد حسان أن التطيب في رمضان من الأمور المباحة، ويستدل على هذا القول بحديث ابن مسعود رضي الله عنه: " إذا كان يوم صوم أحدكم فليصبح دهينا مترجلا "، وبناء على هذا الحديث، يرى فضيلته أن وضع الطيب والدهن وتسريح الشعر كلها أمور لا تفطر، والصيام - حسب فضيلته - لا يعني أن لا نضع الطيب و لا نتزين ولا نتجمل، فلا حرج في ان نستخدم الطيب في أي وقت من أوقات رمضان لعدم وجود دليل من العلماء يمنع وضع الطيب بعد الزوال أو في العشي.
ويرى الأستاذ الدكتور علي جمعة في قناته على اليوتوب، بجواز وضع العطور في نهار رمضان، ويشرح فضيلته أننا إذا راجعنا الكتب الفقهية في هذا المقام وجدنا الفقهاء يدعون الناس إلى شيء من التقشف وشيء من الملاءمة مع الصيام، فإذا تركنا الأكل والشرب والتمتع والمباح من أجل الصيام، فوضع الطيب جائز لكن تركه أولى وأفضل. ويضيف فضيلته أن هناك من الناس من لا يستطيع أن يبتعد عن العطور وهو صائم، والعطر جزء من تركيبته وتكوينه، ففي هذا الحالة لابأس عليه ان يضع الطيب لكن عليه أن يقتصد فيه وأن لا يبالغ حتى لو كان متعودا على ذلك. ويضيف فضيلته أن من الناس من يأنف من نفسه اذا لم يضع الطيب، ففي هذه الحالة أيضا يضع العطر كما شاء. ويختتم فضيلته بالتذكير بأن تفسير ما في الكتب الفقهية من كراهية وضع العطر لا تفيد الحرمة بل تعني الجواز.
وبناء على ما سبق، يتضح أن وضع الطيب في نهار رمضان لا يفسد الصوم لعدم وجود دليل على تحريمه، لكن تجنبه أولى وأفضل، والله تعالى أعلم.
0 تعليقات على " حكم وضع الطيب في رمضان: جائز أم مكروه أم حرام؟ "