للإجابة عن هذا السؤال يقوم فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله في المجلد الرابع عشر من "مجموع الفتاوى والرسائل" بشرح وتفصيل نتائج السهو في الصلاة ويلخصها في ثلاث نقط رئيسية هي الزيادة، أو النقص، أو الشك في عدد الركعات والسجدات وغيرها، وكلها أمور لا تبطل الصلاة -حسب فضيلته - لأن سببها خارج إرادة المسلم ولا تَعمُّدَ فيه. ويضيف -رحمه الله تعالى- أن السهو في الصلاة يوجب على المصلي القيام بسجود السهو قبل الجلوس للسلام إذا ترك واجباً من الواجبات أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين. ويكون بعد السلام في ما إذا زاد في صلاته أو شك وترجح عنده أحد الطرفين.
وفي الفتوى المنشورة على موقعه الالكتروني، يرى فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- أن السهو في الصلاة ظاهرة طبيعية لم يسلم منها حتى الأنبياء مشيرا إلى أنها لا تبطل الصلاة. وفي هذا الصدد يبين فضيلته ما يجب فعله في هذه الحالة. فإذا سها المصلي عن التشهد الأول أو عن بعض التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، كالركوع أو السجود أو غير ذلك، يسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم. أما إذا شك في السهو ولم يدري هل صلى ركعتين أو أكثر من الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء يجعلها اثنتين عملا باليقين، ثم يكمل صلاته ويسجد السهو سجدتين قبل أن يسلم. فإذا شك في الظهر أو العصر أو العشاء هل صلى ثلاث ركعات أو أكثر، يجعلها ثلاث ركعات عملا باليقين، ثم يأتي بالرابعة، فإذا فرغ سجد سجدتين قبل أن يسلم، وذلك عملا بحديث أبي سعيد الخدري الذي قال فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم).
وفي الفتوى المنشورة على صفحته الرسمية بالفيسبوك يرى فضيلة الشيخ محمد العريفي أن السهو في الصلاة مسألة عادية تحدث للجميع، مشيرا إلى أهمية تداركها بسجود السهو وعددُه سجدتان. وفي هذا الصدد، يرى فضيلته أن المصلي إذا شك في الصلاة الرباعية - مثلا- هل صلى ثلاثا أم أربعا، يعتمد على اليقين وهو اعتبار الأقل، ثم يسجد للسهو؛ وإن شك في فعل ركن أو تركه كقراءة الفاتحة فتذكره قبل الشروع في ركن آخر فإنه يأتي به ولا شيء عليه، وإن تذكره بعد شروعه في ركن آخر وقبل انقضاء الركعة التي فيها هذا الركن، فإنه يرجع إليه ويأتي به وبما بعده ويسجد، وإن تذكره بعد انقضاء الركعة كأن يكون المتروك أو المشكوك فيه في الركعة الأولى، ولم يتذكره إلا في الثانية أو الثالثة فإنه يعتبر الثانية أولى وهكذا، لأن الركعة التي ترك منها الركن بطلت، ويسجد للسهو. وإن شك في واجب من واجبات الصلاة هل فعله أم لا، فإن تذكره في محله، أتى به ولا شيء عليه، وإن تذكره بعد تركه لمحله فإنه لا يرجع إليه وإن كان في الركعة نفسها، ويسجد للسهو.
وبناءً على ما سبق، يتضح أن السهو في الصلاة مسألة عادية ولا حرج فيها، شريطة إعادة ما سها المصلي عنه قبل فوات الأوان، أو تداركِه بسجود السهو عند التذكر، ويختلف وقت ومحل سجود السهو باختلاف ما يترتب عنه كالزيادة في الصلاة أو النقص فيها أو الشك في الأمرين معا.
والله أعلم.
0 تعليقات على " ما حكم السهو في الصلاة؟ "