السيرة الذاتية عبد الحميد كشك
عبد الحميد كشك.. فارس المنبر، ومحامي الحركة الإسلامية
فَقَدَ بصره في السنوات الأولى من طفولته، تحدّى إعاقته فحفظ القرآن عن ظهر قلب قبل بلوغ العاشرة من عمره، تعرّض للسجن والتعذيب أكثر من مرة دون أن ينقص ذلك من قوة عزيمته وفصاحة لسانه، لَـقَّبه أتباعه ومُحِبُّوه بـ "فارس المنبر ومحامي الحركة الإسلامية''. يتعلق الأمر بالعالم والداعية الإسلامي المصري عبد الحميد كشك، الذي وُلد سنة 1933 وتوفي سنة 1996.
ترعرع عبد الحميد كشك في محافظة البحرية بجمهورية مصر العربية، فحفظ القرآن عن ظهر قلب قبل العاشرة من عمره، إلتحق بعدها بالمعهد الديني للاسكندرية، فحصل على الابتدائية، ثم على الثانوية الأزهرية بامتياز، وانتقل لكلية أصول الدين التي انبهر أساتذتها بذكائه وفطنته، فكانوا يطلبون منه شرح الدروس لزملائه في القسم بدلا منهم. وهكذا نال شهادتها بتفوق أيضًا.
تفوق، ساهم في تعيينه أستاذا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر سنة 1957، لكنه لم يُقَدم فيها سوى محاضرة واحدة، استقال بعدها للتفرغ بشكل كامل للخطابة في المساجد.
وهكذا تحول عبد الحميد كشك من أستاذ إلى إمام بمسجد الطحان بالقاهرة، وخطيب بمسجد المنوفي بالقاهرة أيضا، وفي سنة 1962 أصبح إماما و خطيبا في مسجد عين الحياة الذي مكث فيه طيلة عشرين سنة.
جرأة عبد الحميد كشك، وصراحته الكبيرة، وانتقاده لمظاهر الفساد السياسي والاجتماعي في بلده، عوامل ساهمت في دخوله السجن سنة 1965، حيث حكم عليه بسنتين ونصف تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب. وفي سنة 1976، بعد اتفاقيات كامب ديفيد، اصطدم مجددا مع قوات الأمن المصرية بسبب اتهامه للحكومة بالخيانة، وانتقاده الحاد لانهيار القيم في مصر.
صدامات ومشاحنات انتهت بسجنه للمرة الثانية سنة 1981، فتعرض للتعذيب والتنكيل رغم إعاقته. سنة بعد ذلك، أفرج عنه، لكنه مُنِعَ من ممارسة الوعظ والخطابة.
حَظْرٌ استغله كشك في تسجيل الخطب الصوتية وتأليف الكتب، فأغنى مكتبته بأكثر من 2000 خطبة مسجلة، وأزيد من 100 كتاب، إضافة إلى مجلد من 10 أجزاء تحت عنوان "في رحاب التفسير" يشرح فيه القرآن الكريم ويفسره بطريقة سهلة ومبسطة.
رغم إصابته بالعمى في حداثة سنه، لم يعرف اليأس طريقه إلى قلب كشك، فحول إعاقته من محنة إلى منحة، ومارس الخطابة والوعظ طيلة 40 سنة دون أن يرتكب خطأ واحدا في اللغة العربية، ليصنف كأحد أفضل خطباء القرن العشرين في العالمين العربي والإسلامي. وقد لقي ربه كما كان يتمنى ويشتهي، عندما مات وهو ساجد في الصلاة.
0 تعليقات على " عبد الحميد كشك "