حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج صيام يوم الاسراء والمعراج حكم الصوم يوم الإسراء والمعراج هو السّؤال الفقهيّ الّذي سيجيب عنه مقالنا هذا، فليلة الإسراء والمعراج على الأبواب وموعدها يقترب، ويُكثر النّاس مع اقتراب موعدها من السّؤال عن أحكامها من احتفالٍ وصيامٍ وغيرها، وذلك لأنّ هذه الليلة وقعت فيه المعجزة العظيمة لرسول الله حيث ارتقى مكانًا لم يصل إليه بشرٌ قطٌّ من قبل،.سنتعرف على القواعد القانونية المتعلقة بالصيام الليلة وقواعد إحيائه ، وما هي الإجراءات المتعلقة بهذه الليلة.
حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج
لا يصحّ للمسلم أن يصوم ليلة الإسراء والمعراج فصيامه ليس واجبًا ولا مستحبًا ولا مسنونًا، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد بيّن الأيّام الّتي تحمل فضلًا في صيامها، وسنّ ذلك فيها لكي ينهل المسلمون من فضائلها، فالواجب على المسلم صوم شهر رمضان كاملًا، ويُشرّع له ويُستحبّ أن يصوم الأيّام الّتي صام بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيتّبعه بها، كيوم عاشوراء والأيام البيض وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، وصيام الاثنين والخميس وغيره، وأمّا صيام ليلة الإسراء والمعراج فلم يرد عن رسول الله أنّه قد صامه، أو حثّ أحدًا على صيامه، كذلك لم يصمه أحدٌ من الصّحابة الكرام، وذلك لأنّ تاريخ هذه الليلة ويومها فيه اختلافٌ كبيرٌ بين أهل العلم، فلم يعلم أحدٌ من النّاس التّاريخ الصّحيح لها، وبقي علمها عند الله تبارك وتعالى، وذلك لحكمةٍ بالغةٍ وغاية ساميّة وذلك أمرٌ لا شكّ فيه، وإنّ انتشار الصّيام في هذا اليوم ما هو إلّا بدعةٌ وضلالةٌ لا يجوز للمسلم اتّباعها أبدًا، لأنّ البدعة مآلها إلى نار جهنّم وسعيرها، والله أعلم.
موعد ليلة الإسراء والمعراج
قبل اختتام حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج فإنّ من الضروري التنويه إلى أنّ موعد ليلة الإسراء والمعراج الذي اشتهر بين الناس هو أنّها تكون في السابع والعشرين من شهر رجب الهجري، وفي عام 1444هـ سيوافق يوم الاثنين 28/ فبراير شباط/ 2023م، ولكن تاريخ هذه الليلة وموعدها الحقيقي فهو في موضع خلاف ولا اتفاق فيه بين أهل العلم، فمنهم من قال أنّها وقعت قبل الهجرة بعام وقيل قبلها بثلاث سنوات، وأمّا في الشهور فقيل كانت في ربيع الأول وقيل في رجب وقيل رمضان وقيل غير ذلك، والصحيح أنّ كلّ ما ورد ليس صحيحًا فموعدها مجهول والله أعلم.
معنى الإسراء والمعراج
قد ذكرت الأحاديث النّبويّة العديدة قصّة ليلة الإسراء والمعراج العظيمة، وهي المعجزة الّتي واسى بها الله تعالى نبيّه محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، وخفّف عنه بها وقع المحن والآلام الّتي حلّت به قبل أيّامٍ عديدة من هذه الواقعة، وكرمه وبيّن عظيم مكانته بأن رفعه إلى مقامٍ لم يبلغه من قبله أحدٌ قط، وسمّيت هذه الحادثة بالإسراء والمعراج، ومعنى الإسراء والمعراج هو:[1]
- الإسراء: الذّهاب في جزءٍ من الليل، حيث أذهب الله تعالى نبيّه الكريم في قِطعٍ من الليل من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى بروحه وجسده معًا، قال الله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[2]
- المعراج: وهو الصّعود إلى السّماء، حيث عرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقدرة الله تعالى وإذنه إلى السّماوات السّبع صعدهن واحدةً تلو الأخرى حتّى وصل إلى سدرة المنتهى، وأشار القرآن إلى هذا المشهد العظيم حين رأى رسول الله جبريل عندها بصورته الحقيقيّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}.[3]
حكم صيام السابع والعشرين من رجب ابن باز
قال الشّيخ ابن باز رحمه الله تعالى وآنسه أنّ صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب هو أمرٌ مبتدعٌ ولا أصل له في الشّريعة الإسلاميّة والسّنّة المطهّرة، وكلّ ما روي من أحاديث عن فضل ليلة الإسراء والمعراج وصيامها هي أحاديث باطلةٌ وغير صحيحة، ولا يجوز للمسلم الاعتماد عليها والعمل بمضمونها، وذلك لأنّه يتّبع من خلالها البدع والضّلالات والعياذ بالله، فليس لهذه الليلة أيّ خصوصيّةٍ أو فضل، والله أعلم.[5]
حكم صيام شهر رجب كاملا
ببيان حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج التي يعتقد الكثير من المسلمين أنّها في شهر رجب، وما ورد في ذلك لا صحّة له من الروايات، وإنّ الكثير من المسلمين من يقوم بتخصيص شهر رجب المبارك لصيامه كاملًا، وقد بيّن أهل العلم أنّ شهر رجب من الأشهر الحرم التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.[6] ولكنّ صوم رجب لم يثبت في فضل أيّة حديث، وما يقوم به الناس من تخصيص أيامه بالصيام لا أصل له في الشرع، وتخصيص شهر رجب بالصوم كله مكروه لأنّها من سنن الجاهلية وهو من البدع المحدثة، ولكن للمسلم أن يصوم متى شاء من غير تخصيصٍ واعتقاد ببركة زمانٍ على آخر إلا ما صحّ فيه ذلك في السنة الشريفة والله أعلم.[7]
حكم قيام ليلة الإسراء والمعراج
شاع بين الناس في شهر رجب أن يقوموا بتخصيص ليلة السابع والعشرين منه بالقيام، ومع بيان حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج فسيتم بيان حكم قيامها، فما ورد عن أهل العلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصّ أيّة ليالٍ في اجتهادٍ في العبادة من صيامٍ أو قيامٍ أو ذكرٍ إلا العشر الأواخر من شهر رمضان، لذلك فإن تخصيص ليلة من ليالي رجب أو غيره بأنها ليلة الإسراء والمعراج وقيام ليلها دون سائر الليالي فإنّ ذلك لا يجوز ولا يصحّ في الشرع الإسلامي، بل إنّه من البدع المنهي عنها والواجب على المسلم الابتعاد عن مثلها، إلا إن اعتاد المسلم أن يقوم شيئًا من الليل في كلّ ليلة فلا حرج عليه والله أعلم.[8]
أعمال ليلة الإسراء والمعراج
إنّ توضيح حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج يبيّن للمسلمين أنّه لم يرد لا في كتاب الله العزيز ولا في سنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم الشريفة، أية أعمالٍ كعبادة أو ذكر أو احتفالٍ أو صيامٍ أو صلاة في ليلة الإسراء والمعراج، والصحيح والثابت عن أهل العلم أنّ ليلة الإسراء غير معروفة الموعد تحديدًا، فلم يخبر عنها رسول الله، وأنساها الله سبحانه وتعالى للمسلمين لحكمةٍ منه، وذكر أهل العلم أنّ ذلك حتّى لا يغلو الناس فيها، فكيف يقوم المسلمون بتخصيص عباداتٍ غير مشروعة في ليلةٍ غير محددة فذلك لا يوافق المنطق، ثمّ إنّ أعمال ليلة الإسراء والمعراج لو كانت مشروعةً أو تحوي نفعًا للمسلمين لدلّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، أو قام بها أحد الصحابة لكنّ ذلك لم يحدث والله أعلم.[9]
هذا يقودنا إلى ختام مقالنا حكم الصيام في ليلة الإسراء والمعراج ، والذي يشرح معنى الإسراء والمعراج ويذكر حكم صيامه ، وتخصيص شهر صيام رجب بكامله ، حيث يذكر المقال حكم الفعل والأفعال في ليلة الإسراء والمعراج ، وبين تاريخه وموعده.
0 تعليقات على " صيام يوم الاسراء والمعراج حكم الصوم يوم الإسراء والمعراج "